النمو الانفعالي والاجتماعي والعقلى والجسمى فى مرحلة المراهقة
مرحلة المراهقة مرحله عاديه مادام النمو يسير في مجراها الطبيعي ولا يتعرض المراهق لازمات سواء في الأسرة او المجتمع، حيث تستمر مرحله المراهقه في المجتمعات الحديثة أو الصناعية أما في المناطق البدائية او الريفية فمدتها تكون قليلة جداً ويرجع ذلك الى تحمل المراهق المسئولية. ومن أهم مظاهر النمو في هذه المرحلة:-
النمو الجسمى فى مرحلة المراهقة
يعرف النمو الجسمي بأنه مجموعة من التغيرات التي تحدث خارج عن إرادة الفرد. يتسم النمو الجسمي في هذه المرحلة بالزيادة السريعة المفاجئة. ويجب ان نؤكد هنا أن السرعة التي يتم بها النمو تسبب مشاكل للفتى نفسه، اذ لم تعد ملابس الطفولة تناسبه، اي أنه لم يعد طفلاً،كما أنه لم يصبح رجلا بعد. ولعل أقرب المجالات إلى الشخص التي يعرفها في نفسه هي جسمه. اذ يعرف طاقاته وقدراته الجسمانية وما يتوقع من جسمه .
غير أن التغيرات التي تعتري الشاب في هذا السن تسبب له الانزعاج. اذ يحس بأنه يدخل عالماً جديداً يجهل حدوده ويضطره إلى أن يتخلى عنا يعرف والانتقال إلى مالا يعرف مما يؤدي إلى القلق والصراع النفسي (سعد جلال،٢٣٣,١٩٧١). وتعتبر مرحله المراهقه الطفرة الثانية في النمو بعد مرحلة الجنين والشهور الاولى من حياة الطفل بعد الولادة .
حيث يكون النمو بها سريع للغاية لذا شاع وصفها بمرحلة الانفجار في النمو، وهو انفجار يحدث قبل البلوغ ويستمر حتى عام كامل ومعنى ذلك أن التغيرات السريعة تمتد حوالي ثلاث سنوات تتشكل بها مرحله المراهقه، وهناك أربع تغيرات هامه منها تغيرات تشمل الحجم، وتغيرات في نسب أعضاء الجسم ونمو الخصائص الجنسية الأولية ونمو الخصائص الجنسية الثانوية.
حيث تعرف الخصائص الجنسية الثانوية بانها الصفات التي تظهر عند الانسان في سن المراهقه او في البلوغ، وتتمثل الخصائص الجنسية عند الذكور في نمو الشعر في الجسم وتضخم الصوت ونمو تفاحه ادم وزياده الشعر على الوجه وظهور حب الشباب وذلك بسبب زياده افراز الدهون من الغدد العرقية وزياده الطول وحجم العضلات . أما عند الاناث تتمثل في زيادة ظهور الشعر في الجسم ونمو حجم الثديين وعضلات الفخذ ظهور الطمث.
لكن لا تحدث زياده كثيره في الطول في نهاية المرحلة. وهناك تفسير آخر لهذه الأعراض حيث تظهر الأعراض الجنسية الثانوية التي سبق أن ذكرناها، وقد يصحب ظهور هذه الأعراض مشكلات لبعض الأفراد كخشونة الصوت الذائدة أو النحافة أو السمنة سواء البنين أو البنات كذا صغير حجم الثديين أو ضخماهما في البنات.
وتتسبب زيادة نمو الشعر في الجسم في بعض البنات مشاكل لهن مما يسبب لهن التعاسة، اذ قد يتعدى نمو الشعر المناطق المألوفة فينتشر على الوجه وحول حلمي الثديين وحول البطن. (سعد جلال،٢٣٤،١٩٧١). وتبدأ الزيادة السريعة في النمو عند البنات قبل الذكور، وتكون البنات أكثر طولا ووزنا من الذكور في بداية مرحلة المراهقة ويتساوى الجنسان في وسط مرحله المراهقه.
ويتفوق الذكور على الإناث طولا ووزنا في نهاية المراهقه، حيت يتوقف نمو الإناث في سن ١٨سنه، ويستمر النمو الجسمي لدى الذكور حتى ٢١ سنه تقريبا. حيث أن الطول والوزن في نهاية الطفولة المتأخرة إلى المراهقه المتأخرة في متوسط من ١٣٥ سم:١٧٠ سم تقريبا وهكذا الوزن من ٣٩ كجم:٦٦ كجم تقريبا. ويأخذ نتيجته في النهاية جسم الفتى شكل الرجل، والفتاه شكل جسم المرأة .وينتج من هذا النمو الجسمي السريع عدد من التغيرات والاهتمامات الشخصية المقابلة. فالمراهق شديد الاهتمام والاعتداد بالنمو الطارئ على جسمه في الطول.
لذلك تجده يقيس نفسه كل يوماً بعد يوم، ويقارن طوله بطول الآخرين. وهو شديد الاهتمام أيضا بالتغيرات المصاحبة من نمو شعر الذقن وشعر الشراب وغير ذلك من المظاهر (إبراهيم وجيه،٢٦،١٩٨١). وبعد اكتمال هذه التغيرات النمائية يتحول جسم الطفل إلى جسم المراهق، واختم هذا الجزء برسالة أوجهها إلى الآباء والأمهات بحسن التعامل مع اولادهم، لان المراهق يمر بمشاكل نفسية وتغيرات جسميه يحتاج إلى من يتفهمه ويحسن التصرف معه ولا يجرح مشاعره.
النمو الانفعالي فى مرحلة المراهقة
يعتبر النمو الانفعالي مظهر مهم من مظاهر النمو في مرحله المراهقه، حيث يشكل النمو الانفعالي جانب او تغير اساسي في عملية النمو.ودراسه هذا الجانب مهم من
أجل معرفة وفهم ذات المراهق ومعرفة ما تحمله من عواطف وافكار وشعور المراهق نحو نفسه والاخرين، ولكى نعرف ونفهم ذات المراهق يجب معرفة وفهم ودراسة مظاهر النمو الانفعالي لدى المراهق ،ومن هذه المظاهر ( الحب ،الغضب ،الخوف،احلام اليقظه،وعدم الثبات الانفعالي أو القلق ،انفعالات التمركز حول الذات،…)
١ – الحب:
حيث ان الحب سمه اساسيه للنمو الانفعالي عند المراهق، حيث ان الحب من الحاجات الانفعالية التي يحتاج اليها الفرد في جميع مراحل حياته، وان الحب في مرحله الطفولة يكون للأم والاب ثم الأخوة ثم المدرسون والزملاء اما في مرحله المراهقه يكون الحب للجنس الاخر حيث في مرحله المراهقه المبكرة يكون الحب غير منطقي اما في مرحله المراهقه المتأخرة يتجه المراهق الي الحب المنطقية.
٢ – الخوف:
يشعر المراهق بالخوف بسبب التغيرات الجسدية، حيث انه يخاف من عدم تقبل الاخرين له بسبب التغيرات الجسمية مثل البشرة الدهنية وغيرها من التغيرات، وتختلف مصادر الخوف في هذه المرحلة بشكل واضح حيث يخاف المراهق من المواقف التي تهدد مكانته الاجتماعية كما يخاف من الرفض الاجتماعي وسوء التوافق وعدم التقبل (علا عبد الباقي، 2013، 143).
٣ – الغضب:
يعتبر الغضب من مظاهر النمو الانفعالي عند المراهق حيث يشعر المراهق بالغضب عندما يشعر بان لا احد قادر على فهمه وعدم احترام الاخرين له وعدم قدره الوالدين على فهمه. ونلاحظ مشاعر الغضب والتمرد نحو مصادر السلطة في الأسرة والمدرسة والمجتمع خاصه تلك التي تحول دون تحريره واستقلاله، ومن اهم مثيرات الغضب في هذه المرحلة هو شعور المراهق بالظلم والحرمان (علا عبد الباقى،٢٠١٣ ،١٤٣).
٣ –احلام اليقظة:
تعتبر احلام اليقظة هي محاوله لتهرب المراهق من الواقع الذي يعيش فيه وبذلك يستطيع ان يتجاوز الواقع، فقد يتعرض المراهق لنوع منه العقوبة او الحزن او الالام فيلجا الي احلام اليقظة ويرسم لنفسه صوره جيده تخرجه من الياس والحزن الذي يشعر به على ارض الواقع حيث تعتبر احلام اليقظة طريقه لتفريغ ما يشعر به المراهق او التحرر من الاشياء التي تحزنه .
وأن التخيل يساعد المراهق من التخلص من الاشياء التي تقلقه او التي لا يستطيع الإباحة بها على ارض الواقع، حيث ان المراهق يجد لنفسه في احلام اليقظة تحقيق لرغباته واماله وطموحاته وهذه الاحلام لها ايجابيات وسلبيات، فاذا كانت احلام اليقظة ملائمه مع افكاروقدرات المراهق كانت حافزا له في الوصول الى اهدافه.
اما اذا كانت غير ملائمه او متوافقة مع قدراته كانت سلبيه له وتشعره بالإحباط والحزن. وتوجد فروق فرديه بين الجنسين في احلام اليقظة، حيث يجد المراهق متنفسه في الخارج. فان الفتاة المراهقة تجد متنفسها في داخلها ويعتبر العالم الداخلي للفتاه المراهقه هي الملجأ الخاص بها الذي تلتمسه لتفريغ في همومها، وتحيك فيه افكارها (ابراهيم الشافعي،2020، 183).
٤ – القلق او عدم الثبات الانفعالي: –
تعتبر مرحلة المراهقه توتر انفعالي شديد ،و يخطئ البعض في ان المراهق يعيش حياه هادئة خاليه من الصراعات النفسيه،فهي مليئة بالمعاناة والقلق والاضطرابات وعدم الاستقرار النفسي ،حيث يشتد الصراع بين المراهق وبين رغبته في الاستقلال عن الوالدين والاعتماد على نفسه، وبين دوافعه الجنسية التي تثيره وبين الموانع الخارجيه والداخلية مثل الدين والعرف والانا الاعلى ،ورغبته في تحقيق ذاته وفشله في بعض المواقف مثل تفوقه دراسيا ولكنه لا ينجح ويبحث عن مصدر يحمله مسئولية هذه الاحباطات التي صدفته ويكون هذا المصدر المعلمين او الوالدين او المجتمع .
ومن أسباب ايضا القلق وعدم الثبات الانفعالي عامل يرتبط بتوازن جوانب النمو حيث ان النمو الجسمي عند المراهق يسبق النمو العقلي والاجتماعي ومن هنا يبدو حجم المراهق كحجم الراشد ولكن سلوكه يكونوا بعيدا عن سلوك الراشد مما يجعله عرضة للنقض مما يشعر المراهق بالقلق والضيق وعدم التفاهم بالجانب المحيطين به.
٥ – العواطف الشخصية: -تعتبر مرحله المراهقه من المراحل الهامه في حياه الفرد ،حيث ان المراهق يمتلك فيها عاطفه جياشه وقويه، كما يحمل الكثير من مشاعر منها الخوف والغضب والشعور بالذنب والاهتمام بالمظهر الخارجي وطريقه الكلام وهي مرتبطة بالثبات الانفعالي الذي يتميز به المراهق في المرحلة المتأخرة، ومنها الاستقلال و تكوين مفهوم الذات وتحقق النضج الانفعالي.
٤ –انفعالات التمركز حول الذات: -تسمى انفعالات التمركز حول الذات مثل الثقة في الذات او عدم الثقة في الذات او الشعور بالذنب او الرضا عن الذات، او الخجل او التردد او السلبية وقد يتغلب المراهق على هذه الانفعالات السلبية بما يلاقيه من اساليب تربوية اسريه و مدرسيه، او قد يسقط فريسه لهذه المشاعر الذاتية السلبية فيقضى مراهقته في خضم هائل من القلق والتعاسة والتردد والسلبية والتخبط (ابراهيم الشافعي،١٨٣،٢٠٢٠).
في نهاية هذا الجزء أختم قولي ان مرحله المراهقه ليست مرحله سهله انما هي توتر وقلق، وذلك لان المراهق يمر بتغير مختلف في النمو لم يشعر به من قبل فهو يشعر بضيق شديد في نفسه، لأنه يمر في مرحله حرجه ألا وهي مرحله المراهقه، ومن هذا المنطلق يتوجب على الاباء والامهات التقرب من ابنائهم والتخفيف من حده التوتر او الضيق الذي يشعر به الابن والابنة المراهقه وعدم الاستهانة في ذلك .
حيث عندما يشعر المراهق بعطف وحب وتقدير الوالدين له وعدم احراجه يزداد حبه واحترامه للوالدين وتشعر نفسه بالأمان والطمأنينة ،حيث النمو الانفعالي عند المراهقين يختلف من مراهق لأخر وذلك لوجود فروق فرديه بين المراهقين يمكن ان يكون بسبب مقدار التغيرات الجسمية والفسيولوجية التي يمر بها المراهق في هذه المرحلة او مقدار وعى الأسرة او المجتمع الذي يعيش فيه والاصدقاء حيث انهم يؤثرون في نفسيه المراهق.
النمو العقلى فى مرحلة المراهقة
هو تطور معرفي يعني نمو القدرة على التفكير، ويحدث هذا النمو بشكل مختلف حيث يبدا الذكاء الحسي في الطفولة ثم ينمو تدريجياً نحو الذكاء المجرد في مرحله المراهقه في مده أقصاها ١٨ عام. وتتميز القدرات العقلية العامة ثم تظهر القدرات العقلية الخاصة كناتج للتحصيل الدراسي، وزيادة درجه الانتباه والاستدلال. يوجد اختلاف بين المراهقين في الميول والاستعدادات وذلك تبعاً لعده عوامل وهي القدرات الخاصة مثل المستوى الثقافي،
ومستوى التحصيل الدراسي، والحالة الصحية للمراهق حيث يسير النمو العقلي من الكلى الى جزء ومن المجمل التفاصيل كما هو في مرحله الطفولة. ومن اهم العمليات العقلية التي تزداد تفصيلاً” التفكير الصوري او التخيل”: -حيث يتحول تفكير المراهق من التفكير الحسي الى التفكير المجرد اي من مستوى العمليات المحسوسة الى مرحله العمليات الصوريه أو الشكلية كما يسميها جان بياجيه. حيث ان الشكل الصوري لا يشير الى الواقع المدرك بل يشير الي حالات افتراضيه “أي يصبح تفكير المراهق قائم على الخيال” لذلك تكثر احلام اليقظة،
وتعتبر القدرة على الخيال هي اساس دراسة العلوم القائمة على التفكير المجرد مثل العلوم الفيزيقية والرياضية.” التفكير الابتكاري” يقصد به كل انتاج فكري او مادي يتميز بالجدة والمرونة والطلاقة والأصالة، وغير مسبوق وله استخدامات واغراض نافعه. ويظهر هذا النوع من التفكير في الاستخدامات غير التقليدية للأشياء او حل المشكلات بأساليب متعددة غير تقليديه او الاختراعات الجديدة، ونجد ان المراهقين يصلوا إلى مستوى عقلي يمكنهم من هذا النوع من التفكير.
(ابراهيم الشافعي ،2020 ،١٨٠). ويبدأ تفكير المراهق في اهدافه المستقبلية ووضع خطط لتحقيقها .” التحصيل الدراسي “حيث يستطيع المراهق الإلمام بالمواد الدراسية، ويستطيع استيعاب دروس أطول، ويزداد مدى الإنتباه وعمقه ويتناول مشكلات وموضوعات أكثر عمقا ومعقده، حيث يساعد الانتباه في التحصيل الدراسي المرتفع ويزيد من التذكر. “الجدل والاقناع” يتميز المراهق بالقدرة على الجدال والمناقشة المنطقية والاقناع،
حيث لا يمكن إقناع المراهق بطريقة سهلة او فرض الرأي عليه، حيث انه يقتنع بالأدلة والبراهين المنطقة.” الذاكرة” يستطيع المراهق تذكر المواد الدراسية بطريقة صحيحة، حيث أن تذكر المراهق مبنى على الفهم وإدراك العلاقات وليس تذكر آلي مبنى على الحفظ.” الذكاء” حيث أكدت الأبحاث أن ذكاء الشخص يرتفع وينخفض في فترة المراهقة. حيث يصل الذكاء لدى المراهق إلى قمة نضجه في نهاية هذه المرحلة.
وهناك عده خطوات من شأنها زياده النمو العقلي لدى المراهق ومنها تعديل البرامج والمناهج الدراسية بشكل تشبه حاجات المراهق اي اعتماد على التفكير الصوري او الشكل المجرد واستحداث طرق و اساليب حديثه للمناقشة والتعلم الجماعي وتعميم مشروع القراءة للجميع سواء في المكتبات المدرسية او المكتبات العامة.
النمو الاجتماعي فى مرحلة المراهقة
تعتبر مرحلة المراهقه من المراحل الهامه في حياه الفرد، فهي مرحله فاصله بين ما كان عليه الطفل في مرحله الطفولة وما عليه المراهق في فتره المراهقه ،حيث يتسع المجال الاجتماعي للمراهق عنه لدي الطفل، فبعد ان كان يعتمد على الأسرة اصبح يعتمد على مؤسسات اخرى خارجها مثل جماعه الرفاق، وبذلك تتسع دائرة علاقته الاجتماعية تدريجيا لتجاوز الأسرة والمدرسة الى محيط اوسع وهو المجتمع وما يتطلبه من سلوكيات ومعايير ،إذ تعد مرحله المراهقه مرحله تطبيع اجتماعي ،حيث يكتسب فيها الفرد السلوك الاجتماعي من خلال الأسرة او المدرسة او المجتمع او جماعه الرفاق. حيث أصبح المراهق له حياته الخاصة واصبح له اصدقاؤه ..اصدقاءخارج عن محيط الأسرة ،
يشاركهم اسرارهم يشاركونه اسراره، ويجد في صحبتهم الفه وجوا غير الجو الذي يعيش في داخل المنزل (ابراهيم وجيه،١٩٨١ ،٦٠).و يتسع نطاق الاتصال الشخصي حيث يصعد المراهق بمشاركه الاخرين في الخبرات والمشاعر والاتجاهات والافكار.اما في حاله الشخصية المنطوية فان المراهق يظل مشغولا بنفسه ويستغرق وقتا طويلا حتى يتجه الى الاخرين (حامد زهران،1986 ،323 ) .وان النمو الاجتماعي له مظاهر اساسيه التي تتميز بها مرحله المراهقه ومن هذه المظاهرة:-ميل المراهق الى الجنس الاخر والاهتمام به ويحاول جذب انتباه عن طريق الاهتمام بمظهره وارتداء الملابس الجميلة.
ويميل ايضا إلى التمسك برأيه لا يقبل أي اراء اخرى تتعارض مع افكاره او افكار الجماعة التي ينتمي إليها. ويميل الى الاستقلال والاعتماد على الذات ويميل الى اصدقاءه ويعتمد عليهم في جميع قراراته. وينمو الذكاء الاجتماعي وهو القدرة على التصرف في المواقف الاجتماعية، واللياقة في التعامل مع الاخرين، وفهم الحالة النفسية للمتكلم ويسعى المراهق الى كسب قبول الاخرين وكلما زاد احترام الاخرين له زادت ثقته بنفسه وشعوره بالسعادة والتوافق النفسي والاجتماعي (علا عبد الباقي، 2013 ،١٤٧). ولكي يتخطى الاباء والامهات هذه المرحلة بسلام ،
حيث يستطيع الاباء والامهات انا يخفضوا من حد تغضب اولادهم من خلال العديد من اساليب التعامل والتي منها السماح للفتيان والفتيات بالتعبير عما يجول في صدورهم من الاعتراضات والانتقادات، والشرط الوحيد هو ان يعبروا بطريقة صحيحه ،ليتحدث الواحد منهم بصراحة تامه عن كل ما يزعجه وعن كل ما يراه غير اللائق داخل اسرته ولكن بطريقه هادئة ومهذبه (عبد الكريم بكار،٢٠١١ ،٤٠).على الاباء تفهم هذه النظرة من الابناء حتى لو كانت غير صحيحه وعدم مقاطعتهم او الاستهزاء بوجهه نظرهم فعندما يجد الابن هذا الاحتواء من الأسرة واحترام الوالدين له ،فعندها يحترم وجهه نظر ابيه وامه ،وهو يعلم انهم يريدون له الافضل والصلاح ،فلأبناء مسؤوليه الاباء والامهات ويتوجب على الوالدين تربيه اولادهم تربيه صحيحه،
وهناك عامل مهم اساسي يرتبط بنمو شخصيه الابناء السليمة او بالاستقرار النفسي والانفعالي إليهم ألا وهي وحده الاب والام . وعدم ذلك يسبب مشكله للمراهق مما تكون سببا في انحرافه، ويتوجد ايضا على الاباء تدريب ابنائهم على القيام بالأدوار الاجتماعية وذلك من خلال القيام بأنشطة اجتماعيه مختلفة، وبذلك تزداد خبراتهم وتنمو مهاراتهم و يكتسبوا ادوار اجتماعيه جديده ويتحمل المراهق مسئوليه نفسه ويسعى دائما الى التقدم والكمال.
ان المراهق يواجه ضغوط نفسيه حاده وهي التي تتميز بها مرحله المراهقه إلى ان معظم المراهقين لا يشعرون بهذه الضغوط ويرجع ذلك الى الأسرة والبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها والفرص ايضا التي تتوفر له ومن هنا اذا كانت علاقه المراهق بالوالدين علاقه طيبه قائمه على الود والحوار وحاله نفسيه جيده كان المراهق قادر على اجتياز هذه المرحلة بأمان، اما اذا كانت الظروف غير ملائمه والفرص الاجتماعية غير متهيئة والعلاقة متوترة كانت مرحله ازمه. إنه لابد على الاباء تقبل ابنائهم في هذه المرحلة، ويتوجب على الاباء والامهات تعليم ابنائهم مبادئ الدين الصحيح السليم وعدم الابتعاد عنه.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد اما بعد؛ فقد تحدثت في هذا المقال عن التغيرات النمائية في مرحله المراهقه وما تأخذه هذه المرحلة من مسار في النمو وتحدثت أيضاً عن التغيرات الجسمية التي يمر بها المراهق في هذه المرحلة ومنها التغيرات الجنسية الأولية والتغيرات الجنسية الثانوية وتغيرات في نسب اعضاء الجسم وتغيرات تشمل الحجم، وحاله المراهق من ظهور هذه الاعراض على جسمه و شعوره بالقلق والاضطراب النفسي من هذه الاعراض نمو الشعر في الجسم و َحب الشباب و غيرها من التغيرات التي تحدث في هذه المرحلة.
ومن مظاهر النمو الانفعالي مثل حب الذات او القلق او الصراع والتمرد والغضب وغيرها من الصفات، ويتسع النطاق الاجتماعي لدى المراهق، ومن هنا يجب على الآباء التعامل مع أبنائهم بوعى ومراقبه تصرفاتهم حتى لا يقع في أسر اصدقاء السوء. حيث من وجهه نظري تعتبر هذه المرحلة خطيره، فاذا لم يتعلم فيها المراهق القواعد والاسس الدينية الصحيحة يصبح عاله على الوالدين بل عاله على المجتمع بأكمله ،ومن هذا المنطلق يجب على الاباء والامهات تعليم ابنائهم السلوكيات الصحيحة والحوار البناء القائم على الحوار والمناقشة السليمة والصحيحة والتمسك بالراي الصائب الصحيح لا على آرائهم المتعصبة او اراء الجماعة التي ينتمي اليها .
ايها القارئ العزيز نحن في مجتمعنا نريد ان نبني شباب واعى لا شباب يهدم ،فهناك اباء يتركون ابنائهم على هواهم ويقولون إنها فتره وستمر مثلما تمر المراحل الاخرى، ولا يتفهموا خطورة هذه المرحلة فقد ينحرف الابن و يصاحب اصدقاء السوء ويقع في دائرة الادمان. فالابن او الابنة مثل الزرع في الارض فاذا اهتمت به ط بأكمله وال فتره حياته يعودوا عليك بالنفع وينبت لك الثمر الطيب، هكذا الابن او الابنة إذا قمت بالاهتمام بهم و علمتهم الاخلاق الطيبة طوال مراحل حياتهم، يعود ذلك بالنفع على المجتمع. فيجب على الوالدين احاطه أبناءهم بدفي المحبة فهذا له أثر في نمو شخصية المراهق.
هناك أنواع من التحديات يواجهها الوالدان مع أبنائهما المراهقين فى تلك المرحلة، ويأتى ضغط الأقران أو الأصدقاء أحد تلك الضغوط التى تمارس على المراهقين الذين يبغضون سلطة الوالدين وتحكمهما فى تلك المرحلة، ويميلون إلى تقليد أو التأثر بأصدقاء السوء فى العديد من السلوكيات التى فى كثير من الأحيان تكون غير صائبة ومتهورة ولا تتسم بالاتزان أو التعقل، مثل التدخين أو تناول المواد المخدرة أو المشروبات غير الصحية وممارسه الجنس، وهنا يأتى الدور التوجيهى للوالدين والطريقة الوحيدة للتعامل مع المراهقين لمواجهة تلك السلوكيات هى من خلال الحب والتفاهم.